«الطبيب الإلكتروني» أحدث صيحات «العلاج».. هل ينهي أوجاع الغلابة؟
«الطبيب الإلكتروني» أحدث صيحات «العلاج».. هل ينهي أوجاع الغلابة؟


«الطبيب الإلكتروني» أحدث صيحات «العلاج».. هل ينهي أوجاع الغلابة؟

نشوة حميدة

الإثنين، 18 مارس 2019 - 04:02 م

أطباء يهاجمون.. ومرضى يحلمون بإنهاء أسطورة «فاتورة الكشف»

-أستاذ بـ «طب المنيا»: دعاية من أجل الشهرة والتكسب.. و«مينفعش أشخص المرض أون لاين»

- «طبيبة عيون»: تقدم معلومات طبية عادية بعيدا عن الاستشارات.. والتوعية بالفحص الطبي المباشر «"ضرورة»

-ونائب في «طلب إحاطة»: وسيلة لخداع الفتيات للحصول على معلومات لابتزازهن

 

 

«هنا طبيبك الإلكتروني.. متوفر الآن ..إسأل الطبيب على الانترنت والهاتف‏.. ‪أطباء موثوقين.. متوفرين الآن لإجابة أسئلتك.. ضمان الرضا.. أجبنا على 12 مليون سؤال.. ساعدنا 8 ملايين عميل.. الخدمات جلدية بولية.. صيدلي.. الهربس.. الدم.. الأدوية الحلق.. الحروق».. جميعها دعاية لتطبيقات انتشرت بشكل واسع على «السوشيال ميديا» خلال الفترة الأخيرة، لتقديم استشارات طبية وتوصيات علاجية للمرضى «عن بعد».. ولكن هل تقوم هذه التطبيقات بدور الأطباء وتنهي الآلام المرضى، كما تنهي أسطورة الكشف الطبي الذي وصل الى مئات الجنيهات؟؟!

 

الأطباء.. تقديم معلومة دون فائدة

في هذا السياق، ترى الدكتورة ماريان جرجس، أستاذة أمراض العيون، أن التطبيقات الإلكترونية الطبية تقتصر فائدتها على تقدم معلومة طبية فقط بعيدا عن التشخيص، مؤكدة أن علاقة الطبيب بالمريض وجها لوجه "ضرورة" من أجل التواصل حتى تشخيص علامات المرض نفسه، وكتابة روشتة علاجية تخفف آلامه.

 

«جرجس» أضافت لـ«بوابة أخبار اليوم»، أنه لا يمكن اختزال تشخيص مريض بالتطبيق الإلكتروني، موضحة أن طبيب المستشفيات والعيادات يظلون مسئولون عن الحالة حتى شفائها.

 

وشددت أستاذة أمراض العيون على ضرورة التوعية الطبية، بعدم فعالية هذه التطبيقات، مع نصح المرضى بضرورة استشارة أطباء المستشفيات لمباشرة الحالات أولا بأول، خصوصا بالنسبة لأصحاب الأمراض الحرجة.

 

دعاية من أجل الشهرة والتكسب

أما الدكتور حسن الفكهاني، أستاذ الأمراض الجلدية والتناسلية بكلية الطب جامعة المنيا، فقال: «مينفعش أكشف على عيان أون لاين، فلا يمكن التشخيص من خلال الصور»، مؤكدا أن هذا ينطبق على الأمراض الجلدية والتناسلية وكذلك الباطنية، بعكس الأمراض الظاهرية مثل البهاق، وأيضا الأنفلونزا وارتفاع درجة الحرارة أو «السخونية».

«الفكهاني» أكد لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن الالتهابات أيضا رغم أنها ظاهرية، إلا أنها تحتاج إلى فحص طبي وجها لوجه، فقد تكون التهاب بكتيري أو مرض جلدي خطير، وهنا يتعرف عليها الطبيب بعد خضوع المريض للكشف على الأجهزة المختصة التي من خلالها يمكن تحديد نوع المرض بدقة.

 

وبالنسبة للأمراض التناسلية، فأشار«الفكهاني» إلى أن تلك الأمراض تتطلب فحص مباشر وسريع، مع تقديم العلاج خلال أقل من 4 ساعات وخاصة في أمراض الخصية الخطيرة، التي قد يؤدي عدم الفحص إلى تفحل المرض والاستئصال، مستطردا: الطبيب الإلكتروني لا يمكن أن يؤدي جور الطبيب، لكن قد يقوم بدور الصيدلي.

 

وبخصوص القائمون على تلك التطبيقات، فأوضح أستاذ الطب بجامعة المنيا، أن بعض تلك التطبيقات يديرها أطباء، بينما يديرها أخرون غير معروفين.

 

وتابع «الفكهاني»: بعض الأطباء الكبار يقدمون استشارات طبية على السوشيال ميديا بشكل مجاني، بدافع الرغبة في الانتشار والتكسب المادي.

 

طلب إحاطة.. ابتزاز للفتيات

فيما تقدم فايز بركات، عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، بطلب إحاطة موجه إلى وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد، حول انتشار ظاهرة تقديم الاستشارات الطبية والمستحضرات التجميلية، ووصف الأدوية عبر المواقع الإلكترونية، وتجاوز الأمر إلى تبادل الخبرات عبر مجموعات على وسائل التواصل الاجتماعي.

وأكد النائب على خطورة هذه الظاهرة، لافتا إلى أن عددًا من الأطباء استغلوا مواقع التواصل للاستماع إلى المرضى وتشخيص مرضهم وصرف الأدوية لهم، موضحا أن "القاعدة الرئيسية في الطب هي مقابلة المريض لفحصه جسديًّا، وغير ذلك مشكوك في صحته".

 

وذكر عضو «تعليم البرلمان» أن «الطبيب الإلكتروني سلاح ذو حدين، وثبت خداع بعض المرضى، وخاصة الفتيات، للحصول على معلومات عنهم وابتزازهم».

 

وطالب «بركات» بحملات توعية للمواطنين تحذر من الاستناد إلى معلومات طبية مقدمة من أي موقع إلكتروني، بغرض تشخيص أو علاج أي حالة دون إشراف طبيب، متابعا: «كثير من المعلومات الطبية المتداولة في مواقع التواصل مغلوطة وارتجالية، ولا تخضع لرقابة طبية».

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة